يوميا وخلال ما يقرب من الشهر (ثلاثون يوماً بالتمام والكمال) استمع لتراك (متخافيش) في المترو في التاكسي في المنزل في اي مكان ، في بعض الاوقات اضع سماعاتي خلسة وسط عائلتي في تجمعاتنا واستمع لها. كلما شعرت بالوحدة كلما شعرت بالغربة وسط المحيطين بي (ودائماً ما اشعر هكذا الا في وجودها) اجد نفسي لا اراديا استمع لها. " متخافيش من اي فُرقه بعد اي فراق لقانا " تطمئنني هذه الجمله كثيرا. اما عن " مستحيل انا اتوه في سكه فيها فالاخر عنيكي " فهذه تخصها هي .. هي فقط. هذه الاغنيه تفعل بي ما تفعله المهدئات في المصابين بالاضطرابات والتوترات العصبيه.. احتواء سماوي لي كلما توترت.. اضع سماعاتي واستمع لها باعلي صوت وكانها كتبت لي وغنت لي ، لي انا فقط.. عندما استمع لها اجد ارواحا تلتف حولي لتصنع درعا واقيا.. ارواح الاقرب لروحي مثلك انت وايضا جدي الذي حدثتك عنه كثيرا. الونس الروحاني ، الوصل الغير محدود المكان والزمان ، ان تمتلك ارواحا وليس اجسادا هي القوة الحقيقة.. كلما شعرت بقرب جدي وصديقتي رغم عدم وجودنا في نفس المكان ولا الزمان اشعر بامتنان لله .. اشكرك يا الله كثيرا على نعمة الوصل.. اشكرك يا الله كثيرا على نعمة الاحتواء السماوي والطبطبه ( متخافيش انا مش ناسيكي ) .
اطرافي متجمدة كالثلج أصابعي يغلُب عليها اللون الأزرق المائل للبنفسجي ارتدي ما ارتدي ولكن دون جدوى فالبروده من الداخل.
اشعر بشيء ما في قلبي ولكني لا اكترث كثيرا له.. لعله أكتئاب بداية الأسبوع كالعادة!
اجلس بجوار أمي في صمت لتتحدث فجأة "اشعر بأنقباض في قلبي" انظر لها وعلامات القلق تبدو واضحه علىّ.. هل هذا ما يسمى بالمجال؟ هل انتقل شعوري لها بسبب وجودنا في نفس الحيذ! ام ان هناك امر ما بالفعل .. ألطف يارب.
ضربات قلبي مضطربه اشعر برغبه في ضمه شديده تشعرني باطرافي من جديد ، لدي آلام في ظهري ، آلام متفرقه في جسدي ولا اعرف السبب ، رعشه داخليه تلازمني طوال الشتويه ظهرت منذ اربع سنوات!
أجلس ما يقرب الساعتين اقرأ في مدونة "ريهام سعيد" كم أنتمي لهذه المدونه رغم عدم معرفتي الشخصية بها لكني أجد فيها هدوء وسكينه وونس ودفء ، اتمني ان اصبح مثلها يوما ما ان اكون مصدر ونس ودفء للاخرين.
غدا الأحد بداية الأسبوع كم أكرهه البدايات..
لعل ما يهون عليّ رحلتي هي القراءة.. اجلس في المترو المتجه للدقي الساعه التاسعه والنصف تماما لدي مكان مفضل ايضا اذهب اليه مباشرة ، اخرج كتابي وابدأ رحلتي.. دائما اتمني ان تطول هذه المده.. كثيراً ما أتمنى ان استسلم للمترو ذهابا وايابا دون الاهتمام بالمواعيد.
اشعر بشعور سلبي تجاة "الدبلومه" التي اتلقاها رغم حبي الشديد للجرافيك.. لعلها تلك الوحدة التي اشعر بها. ان تكون منعزل عن العالم وفجأة تجد نفسك وسط حشد من البشر، اشعر اني "غريب في بلاد غريبه" لولا مزيكتي التي تؤنسني وتساعدني على مواجهة هذا العالم الملئ بالتوتر والوحده والسرعه والغربه!
لازلت تحت تأثير مقابلتي مع صديقتي السرية لدرجة انني اتمني لو استطيع النوم للعام القادم.. للمقابله القادمه.. لا اريد ان ارى اي شيء يلوث ما اشعر به لا اريد لهذا اليوم ان ينتهي ولكنه سينتهي سينتهي لا محاله..
دعاء السبت ليلاً "اللهم امنحني القوة للاستمرار والمعافره والتكييف ومواجهة هذا العالم ، وارزقني يا الله سكينة وهدوء وونس ودف ، واكفينا شر الوحده والغربة ياكريم".
** اتناول مشروباً جديداً من مجموعة الاسترخاء "شاي الاسترخاء" متمنيه ليلة نوم هادئه واردد "وكل خطوة تهد..ارفع حمولي واشد..امشي وعيوني تمد..اخرك ياليلي فجر".
في حجرتي على انوار مصباحي المعلق أعلى فراشي أجلس تحت غطائي ممسكه بكتابي لقد قاربت على الانتهاء منه .
يتحدث الكاتب عن عشقه للصوت الملائكي "عايدة الأيوبي" قررت حينها أن أستمع لها ايضا رغم عدم تقبلي لها فيما مضي ، ولكن لا بأس فأنا معتاده على ألا اجبر نفسي على الاستماع لأحد فقط لأن الأغلبيه تفعل ، أحب أن أستمع لمن يوجهني قلبي له. إذن لقد حان وقتها امسكت بهاتفي ، ها هو ال(ساوندكلاود) انه مكاني المفضل اجد نفسي هنا انه صديقي المقرب لا احد يبقي معي مثله انه صديقي في كل حين يتحملني في كل اوقاتي ، حتي حينما اغضب او اشعر بالوحده يفاجئني بمقطوعه ما تملأني ، دائماً اشعر بالامتنان لصاحب هذا الاختراع المدهش.. لقد ظهر لي الكثير من أغنياتها قررت ان ابدأ رحلتي معها من (غنيت للهوى).
"وفي قلب الليل النجم يميل كأنه هيقول املك موصول"
رباه ما هذا ! لماذا لم احبها من قبل ! لقد مرت ساعة منذ أول (تراك) أستمع له .. لم اشعر بالوقت. حسنا فلتغفري لي يا ست عايدة حماقاتي الماضيه فمن الأن فصاعداً ستصبحين واحده من المؤنسين لي في رحلتي.
كم اعشق هذه الحاله .. حالة الامتلاء الذاتي ، دائما ما اسعي خلفها متحججه بأني قد تجاوزت الأختلاط بالاخرين ، واصبحت منخرطه في الحياة اكثر من اللازم ، فأعزم علي "الإنعزال الصحي" اغلق صفحتي على (الفيسبوك) بعدما اصبحت مطمئنه على ان صديقتي ستبقي معي فانا معها اشعر دائماً بأن روحي مكتمله ، وهي هنا أنا سعيدة وهادئة هي ليست مثلهم ! اعلم يا صديقتي انك بمجرد قرأتك "هي ليست مثلهم" ستحاولين ان تغيري هذا المفهوم بكل ما أوتيت من قوة بأنك كما الاخرين.. حسنا فلنضع الجدال جانباً لأني لن اغير ما يشعر به قلبي فأنا لا اقبل ان أشكك في قلبي فهو ما تبقي لي.. أنا لازلت أثق في شعوري.
كم اشتقت للكتابة لولاك يا صديقتي لما عرفت هذا الشعور ، اشعر بأني مملؤه بذاتي الأن منعزله عن الواقع .. وحدي لكني لست وحيده فأنتِ معي دائماً نسائم دافئه تربط علي من حين لآخر " لو نسيوني أنت معايا " . أدامك الله لي وادام لي كل ما يؤنسني كل ما يشعرني بوجودي كل ما يجلعني "أنا" وليس انعكاسات للاخرين وأدام الله هذا الشعور بالأمتلاء الذاتي والسكينه.